سبب نزول سورة الأعراف وسبب تسميتا
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: كان ناس من الأعرابِ يطوفونَ بالبيتِ عُراةً حتَّى أنْ كانتِ المرأةُ لتطوف بالبيت وهي عريانة، فتعلق على سفلتها سيورًا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمر من الذباب، وهي تقول: اليوم يبدو بعضُهُ أو كلُّهُ وما بدا منه فلا أحلُّهُ، فأنزل الله تعالى على نبيِّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-هذه الآية، فأُمِرُوا بلبسِ الثِّياب
وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ
نزلت في رجلٍ يُدعى أميّة ابن أبي الصلت الثقفي، كان يقرأ الكتب قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أن الله -تعالى- سيبعث رسولاً في ذلك الزمن، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول، فلما بُعث محمد -صلى الله عليه وسلم- حسده وكفر به، فأنزل الله -تعالى- الآية الكريمة
كما ذهب ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى أن الآية الكريمة نزلت في رجلٍ من بني إسرائيل يقال له بلعم بن باعورا، أو بلعام بن أبره، وقيل إنه كان يعرف اسم الله الأعظم، ولما بُعث فيهم موسى عليه السلام، أتاه قومه وطلبوا منه أن يدعُ الله بأن يردّ عنهم موسى عليه السلام، لأنهم يخشون أن يظهر عليهم ويهلكهم بما معه من الجنود، فقال لهم: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، ولكنهم ألحّوا عليه إلى أن دعا الله كما أرادوا، فسلخه الله -تعالى- مما كان عليه.
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاقالت قريش لمحمد: إن بيننا وبينك قرابة، فأسر إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى : (يسألونك عن الساعة)، كما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: لا يعلمها إلا الله، لا يجليها لوقتها إلا هو؛ ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها، إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا، فقيل: وما الهرج يا رسول الله؟ قال : هو بلسان الحبشة: القتل ، وأن تجف قلوب الناس، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحدا، ويرفع ذوو الحجى، وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا