المقدمة :
الحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ...
أما بعد :
لقد أخترعت الطباعة في الواقع لهدف واحد هو عملية الاستنساخ ، فلم يضع مكتشف لأي نوع منها في حسبانه إمكان صلاحيتها للإستغلال في عملية الخلق الفني وإنما كان هدف الاول والاخير هو الحصول على نسخ متعددة متشابهة لأصل أو صورة معينة .
فمن خلال خبرتي العملية للدراسة في مقرر الطباعة على النسيج ساهم وبشكر كبير في اخصاب البحث بقدر وافر ، لكني حصرت موضوع بحثي بأسلوب من أساليب الطباعة وهي تقنية الطباعة بالإستنسل وهي عبارة عن تفريغ الزخارف أو الوحدة الزخرفية المراد طباعتها على ورق مقوى لا ينفذ منه اللون أو يتشربه.
كما اشتهرت اليابان منذ القدم بمطبوعاتها الجميلة التي استعملت فيها طريقة الطباعة بالاستنسل – وتتلخص الطريقة في تفريغ الزخارف على ورق مقوى لا ينفذ منه اللون ولا يتشرب به حيث يستعمل هذا الورق لعزل الصبغة عن القماش ولهذا تغطى الأماكن التي لا يراد تلوينها ، أما الأماكن المفرغة فهي التصميمات التي تطبع بالألوان المختلفة .وقد يجوز عمل الزخارف على الخشب أو المعدن ، وقد تتخذ الطباعة شكلا دقيقا أو قد تظهر مسافات كبيرة تتطلب كمية كبيرة من الألوان
.والتصميمات التي تستعمل في الطباعة بالاستنسل محددة باستعمال لون واحد فقط كما أنها تستعمل في الأقمشة ذات العرض الضيق .وقد أدى البحث في تعديل طريقة الطباعة بالاستنسل وإصلاح إمكانياتها إلى ابتكار طريقة الطباعة بالشبلونات التي أصبح لها شأن عظيم في الطباعة على القماش .
قال عدد من الاختصاصيين ومصممي الأزياء إن استخدام تقنية الطباعة على القماش فتحت بوابة جديدة
لتطوير تصاميم الأزياء، وقدموا عددا من الأفكار التي يمكن لسيدة المنزل تنفيذها للحصول على قطع فنية، ليست في الملابس فحسب، وإنما في المفارش والستائر
والمفروشات وغيرها، مؤكدين أن الطباعة تحول أية قطعة قماش بسيطة إلى لوحة جماليةغالية الثمن.إن عروض الأزياء الحديثة قدمت العديد من التصميمات المبتكرة في التصميمات
الطباعة، باستخدام الشبلونات الآلية، إضافة إلى الطباعة اليدوية، وقالت إن دخول التقنيات الحديثة في عالم الكمبيوتر كان له آثار إيجابية على الطباعة على الأزياء، مشيرة إلى أن أفضل الأقمشة المستخدمة في الطباعة الأقمشة الملساء والسادة، حيث يمكن من خلالها إبراز جمال القماش وتأثيراته ولمساته اللونية الخفيفة على النسيج .
نبذة تاريخية :
استطاع إنسان ما قبل التاريخ أن يسجل رؤيته البصرية من عناصر وكائنات على حوائط كهفه التي كان يعيش به ونجد أن اغلب ما سجل على حوائط الكهوف والتي عثر عليها في فرنسا و أسبانيا غير مكتمل الوضوح لإشكاله المطبوعة يدويا لتعرض هذه الأشكال للمؤثرات الجوية وعوامل للتعرية عبر السنين.
كما عرف الإنسان في هذه الزمن المبكر الطباعة البارزة والغائرة وقد تمثل ذلك في طريقتين إحداهما بغمس اليد في اللون ثم طباعتها على حائط الكهف بنمط الطباعة البارزة إما الطريقة الثانية تتم بوضع اليد على حائط الكهف والقيام برش اللون حولها وفي هذه الطريقة يتم رش اللون باستخدام قطعة من العظم المجوف كما أن محاولات الإنسان الأول لترك آثار اليد تم طبعها بالرش حولها باللون هي شكل من أشكال الطباعة وتعتبر هذه الطريقة المحاولات الأولى في استخدام طريقة الحجب أو الاستنسل في زخرفة ما حوله من حوائط أو ملابس وأدوات وغيرها .وترجع الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أن هذه الأساليب من الطباعة
اليدوية قد عرفت واستخدمت منذ حوالي ( 3000ق.م ) حيث ترك الإنسان بصمته على حائط للتعبير الرمزي والجمالي عن حاجاته الأبدية ،إلا أن استخدم الطباعة بهذه الطريقة لا يعد بصمات باليد على حوائط الكهوف وان الزخرفة بطريقة الاستنسل ويمكن أن تكون قد أعقبت تلك المحاولات خاصة وانه قد استخدمت طريقة التفريغ على أوراق الشجر والجلود للطباعة بها على الحوائط وذلك عن طريق نفاذيه اللون من خلال الفراغات. الموجودة في تلك الفراغات الموجودة في تلك المساحات وبنفس الطريقة والأسلوب استخدم سكان ( أيسلندا ) أوراق شجر الموز المفرغ في زخرفة ثيابهمبالألوان الطبيعية والمأخوذة من بعض الفاكهة وقد استخدمت طريقة الاستنسل مع بداية العصر المسيحي لتعليم الأطفال الحروف الأبجدية وذلك بإعطائهم تلك الحروف مفرغة على ورق مقوى حيث يقوم الأطفال بطبعها كما استخدم الاستنسل في عمل أشكال مختلفة ) التوقيعات على الوثائق الهامة في القرن (6 م ) .
أما اليابانيون فقد كانت لديهم تقاليد خاصة بهم ومعزولة عن العالم الخارجي فقد تطورت الطباعة بالاستنسل لديهم مما جعل منهم روادا للطباعة بطريقة الاستنسل والشاشة الحريرية(الشبلونات المسطحة) . وفي أوربا استخدمت طريقة ( الاستنسل ) أثناء القرون الوسطى في طبع صور القديسين هذا إلى جانب استخدامها في طباعة الصلبان الحمراء على صدور ثياب الملوك والقديسين كما استخدمت أيضا في طباعة الثياب وقد ترجمت لونيا باستخدام الصبغات الطبيعية مثل ( النيلة الزرقاء – الاكاسيد المعدنية) .
استخدموا الطباعة بالاستنسل في طباعة الأقمشة وذلك باستخدام الرقائق المعدني والجلد المفرغ
وفي أمريكا انتشر استخدام طباعة بالاستنسل بين عام ( 1820, 1850م ) في زخرفة الأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية مثل أغطية الموائد والأسرة إلى جانب استخدامها في زخرفة أغطية الأرضيات وأحيانا كانت تستخدم في لزخرفة الأرضيات نفسها كما استخدمت أيضا في تكرار الوحدات الزخرفية على الحوائط نفسها .